النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} (20)

{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } فيه وجهان :

أحدهما : أكل وشرب ، قاله قتادة .

الثاني : أنه على المعهود من اسمه ، قال مجاهد : كل لعب لهو .

ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن اللعب ما رغَّب في الدنيا ، واللهو ما ألهى عن الآخرة .

ويحتمل رابعاً : أن اللعب الاقتناء ، واللهو النساء .

{ وَزِينَةٌ } يحتمل وجهين :

أحدهما : أن الدنيا زينة فانية .

الثاني : أنه كل ما بوشر فيها لغير طاعة .

{ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : بالخلقة والقوة .

الثاني : بالأنساب على عادة العرب في التنافس بالآباء .

{ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ } لأن من عادة الجاهلية أن تتكاثر بالأموال والأولاد ، وتكاثر المؤمنين بالإيمان والطاعات .

ثم ضرب لهم مثلاً بالزرع { كَمَثَلٍ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُم يَهِيجُ } بعد خضرته .

{ فَتَرَاهُ مُصْفَرَّاً ثُم يكون حُطَاماً } بالرياح الحطمة ، فيذهب بعد حسنه ، كذلك دنيا الكافر .