لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} (20)

قوله جلّ ذكره : { اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَياَةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرُ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ } .

الحياةُ الدنيا مُعَرَّضَةٌ للزوال ، غيرُ لابثةٍ ولا ماكثة ، وهي في الحال شاغلةٌ عن الله ، مُطْمِعةٌ وغير مُشْبِعة ، وتجري على غير سَنن الاستقامة كجريان لَعِب الصبيان ، فهي تُلْهي عن الصوابِ واستبصار لحقِّ ، وهي تفاخرٌ وتكاثرٌ في الأموال والأولاد .

{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفًَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونَ حُطَاماً } .

الكفار : الزُّرَّاع .

هو في غاية الحُسْنِ ثم يهيج فتراه يأخذ في الجفاف ، ثم ينتهي إلى أنْ يتحطّم ويتكسَّر .

{ وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } .

لأهله من الكفَّار .

{ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ } .

لأهله من المؤمنين .

{ وَمَا الْحَياَةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } .

الدنيا حقيرةٌ - وأحقرُ منها قَدْراً طالبُها وأقلُّ منه خَطَراً المزاحم فيها ، فما هي إلا جيفة ؛ وطالِبُ الجيفةِ ليس له خطرٌ . وأخس أهل الدنيا مَنْ بَخِلَ بها .

وهذه الدنيا المذمومة هي التي تَشْغَلُ العبدَ عن الآخرة !