أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

شرح الكلمات :

{ يوادون من حاد الله ورسوله } : أي يصادقون من يخالف الله ورسوله بمحبتهم ونصرتهم .

{ ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو : أي يقصدونهم بالسوء ويقاتلونهم على الإِيمان كما وقع إخوانهم أو عشيرتهم } للصحابة .

{ أولئك كتب في قلوبهم الإِيمان } : أي أثبت الإِيمان في قلوبهم .

{ وأيدهم بروح منه } : أي برهان ونور وهدىً .

{ رضي الله عنهم ورضوا عنه } : أي رضي الله عنهم بطاعتهم إياه في الدنيا ورضوا عنه في الآخرة بإدخاله إياهم في الجنة .

{ ألا أن حزب الله هم المفلحون } : أي أَلا إِن جند الله وأوليائه هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة .

المعنى :

وقوله تعالى : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله وباليوم الآخر } يقول تعالى لرسوله لا تجد أناساً يؤمنون بالله إيماناً صادقاً بالله رباً وإلهاً وباليوم الآخر يوادون بالمحبة والنصرة من حاد الله ورسوله بمخالفتهما في أمرهما ونهيهما وما يدعوان إليه من توحيد الله وطاعته وطاعة رسوله ولو كانوا أقرب قريب إليهم من أب أو ابن أو أخ أو عشيرة . وقوله تعالى { أولئك كتب } أي الله تعالى في قلوبهم الإِيمان أي أثبته وقرره فيها فهو لا يبرح ينير لهم طريق الهدى حتى ينتهوا إلى جوار ربهم .

{ وأيدهم بروح منه } أي ببرهان ونور منه سبحانه وتعالى هذا في الدنيا وأما في الآخرة فيدخلهم جناتٍ تجرى من تحتها الأنهار أي بساتين غناء تجرى الأنهار المختلفة من خلال الأشجار والقصور خالدين فيها لا يخرجون منها أبدا ، وفوق ذلك رضي الله عنهم بطاعتهم إياه ورضوا عنه في الآخرة بإدخاله إياهم الجنة دار المتقين .

وقوله تعالى : { أولئك حزب الله } أو أولئك العالون في كمالاتهم الروحية حزب الله أي جنده وأولياؤه ، ثم أعلن تعالى عن فوزهم ونجاحهم فقال : { ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون } أي الفائزون يوم القيامة بالنجاة من النار ودخول الجنة .

الهداية :

من الهداية :

- حرمة موالاة الكافر بالنصرة والمحبة ولو كان أقرب قريب ، وقد قاتل أصحاب رسول الله آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وعشيرتهم في بدر ، وفيهم نزلت هذه الآية تبشرهم برضوان الله تعالى لهم ، وإنعامه عليهم اللهم اجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم .