ثم قال : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } [ 21 ] أي : ليس من والى من عادى الله ورسوله مؤمنين بالله واليوم الآخر .
ولو ( كان الذي ){[67749]} عادى الله ورسوله أبا له أو ابنا له أو أخا له أو زوجا أو عشيرة له ، لا عذر في موالاته بهذه القرابة إذا كان ممن عادى الله ورسوله .
وروي أن هذه الآية/ نزلت في حاطب بن أبي{[67750]} بلتعة حين كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم{[67751]} ويأمرهم بالتحرز ثم أعتذر لم اطلع عليه بأهله بمكة ، وأنه أحب أن يقدم عندهم يدا يحفظونه أهله من أجلها{[67752]} . وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لا تجعل لأحد أشرك بك في عنقي منة فيكون ذلك سببا للمودة لأنك لا تجد قوما يؤمنون بالله [ واليوم ]{[67753]} إلى أو عشيرتهم{[67754]} .
ثم قال : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } أي : أولئك الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ذوي قربى منهم ونسب ، كتب الله عز وجل في قلوبهم الإيمان ، ( أي : غطى قلوبهم بالإيمان ){[67755]} .
و " في " بمعنى " اللام " والإخبار عن القلب كالأخبار عن صاحبه{[67756]} . . وقيل معناه : كتب في قلوبهم سمة الإيمان ليعلم أنهم مؤمنون{[67757]} . وقد روي أن أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه يوم أحد . وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه{[67758]} قتل خاله العاصي بن هشام يوم بدر ، ودعا أبو بكر{[67759]} ابنه للبراز يوم بدر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم{[67760]} أن يقعد ، وأن مصعب بن عمير قتل أخاه يوم أحد . وكان علي وعمه حمزة وعبيدة بن الحارث{[67761]} قتلوا يوم بدر عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وهم أقرباؤهم ، ( فلم يتوقف ){[67762]} أحد عن قتل أهله وقرابته ، فمدحهم الله عز وجل{[67763]} في هذه الآية{[67764]} .
ثم قال { وأيدهم بروح منه } أي : وقواهم ببرهان منه{[67765]} . وذلك النور والهدى الذين يجعلها الله عز وجل{[67766]} في قلب من يشاء{[67767]} . وقيل بروح منه : بجبريل ينصرهم ويؤيدهم ويوقفهم{[67768]} . ثم وعدهم بالجنة .
فقال : { ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } أي : ماكثين فيها{[67769]} رضي الله عنهم بطاعتهم إياه ورضوا عنه بوفائه إياهم ما وعدهم من الجنة .
ثم قال : { أولئك حزب الله } أي : جنده وأولياؤه{[67770]} .
{ ألا إن حزب الله هم المفلحون } أي : الباقون في النعيم المقيم والفلاح والبقاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.