بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

ثم قال : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر } يعني : البعث بعد الموت . { يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ } يعني : يتخذون خلة وصداقة مع الكافرين . نزلت في «حاطب بن أبي بلتعة » وفيه نزل { لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بالمودة } . ثم قال عز وجل : { وَلَوْ كَانُواْ آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخوانهم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } يعني : لا تتخذوا مع الكافرين صداقة ، وإن كانوا من أقربائه .

ثم قال : { أُوْلَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإيمان } يعني : الذين لا يتخذون مع الكافرين صداقة . هم الذين جعل في قلوبهم الإيمان يعني : التصديق { وَأَيَّدَهُمْ } ، يعني : أعانهم { بِرُوحٍ مّنْهُ } أي : قَوَّاهم بنور الإيمان وبإِحياء الإيمان ، وذلك يوصلهم إلى الجنة ، { وَيُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } ، يعني : في الآخرة { خالدين فِيهَا } ، يعني : في الجنة . { رَّضِي الله عَنْهُمْ } بإيمانهم وطاعتهم ، { وَرَضُواْ عَنْهُ } بالثواب والجنة . { أُوْلَئِكَ حِزْبُ الله } يعني : جند الله . { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون } ، يعني : جند الله هم الناجون ، الذين فازوا بالجنة وبنعمة الله تعالى وفضله ؛ والله أعلم بالصواب .