قوله : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله } يعني لا تجد قوما مؤمنين بالله مقرين بيوم القيامة يوادون الكافرين الذين يشاقون الله ورسوله ويصدون عن دين الحق ولو كان المحادون المشاقون آباء المؤمنين أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم . ما ينبغي للمؤمن الصادق الذي يخشى الله أن يوالي الكافرين والظالمين الذين يعادون الله ورسوله ويسعون في الأرض بالباطل فيصدون الناس عن منهج الله ويفتنون المسلمين عن دينهم ليضلوهم ضلال . ما ينبغي لمسلم صادق العقيدة والإيمان أن يتّبع خصوم الإسلام على اختلاف مللهم وأديانهم فيمالئهم ضد المسلمين ولو كان هؤلاء المشاقون أقرب الأقربين للمسلم . إنما يوالي المسلم إخوانه في الدين والعقيدة . عقيدة الحق والتوحيد والفضيلة ، عقيدة الإسلام .
ولئن كان هذا التنديد الشديد بالذين يوالون أعداء الله وهم أولو قرابة في النسب منهم ، فكيف بمن يوالي أعداء الله الكافرين وهم عنه غرباء في النسب والأصل والجنس فضلا عن غرابة الدين ، كمن يوالي الصليبيين من النصارى أو الصهيونيين من اليهود أو الوثنيين من المشركين وغيرهم من الملحدين ، فيسارونهم مسارة ويوادونهم موادة ويمالئونهم على المسلمين ، كأولئك الجواسيس الخائنين الذين يحملون للكافرين في الظلام أخبار المسلمين وأسرارهم ، من أجل أجر ممتهن نجس ، دراهم معدودة ، أولئك نفر ممتهن مستقذر من سقط الأوباش ، لا جرم أنهم قد خانوا الله ورسوله والمسلمين . فهم في الأذلين الأخسرين في الدنيا والآخرة .
قوله : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } اسم الإشارة عائد إلى المؤمنين الذين يتصفون بأنهم لا يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أقرب الأقربين إليهم كالآباء والأبناء والإخوان والعشيرة ، فأولئك ممن أثبت الله في قلوبهم الإيمان وجعله مستقرا في صدورهم ، فهم مؤمنون صادقون قد أخلصوا دينهم لله ، { وأيّدهم بروح منه } أي قواهم ونصرهم بفيض رحمته ونوره ، { ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } وهذا جزاؤهم في الآخرة ، أن لهم جنات النعيم بظلها الناعم الوارف الظليل ، ومائها العذب السائح الجاري ، مقيمين فيها آبدين ماكثين لا يبرحون ، { رضي الله عنهم ورضوا عنه } أي تقبّل الله منهم أعمالهم وسعدوا أكمل السعادة بما أعطوه في الآخرة من النعيم المقيم{[4493]} .
قوله : { أولئك حزب الله } هؤلاء المؤمنون الصادقون الذين لا يوادون غير المؤمنين ، هم جند الله وأولياؤه وأنصاره ، قوله : { ألا إن حزب الله هم المفلحون } هؤلاء المؤمنون الصادقون هم الفائزون السعداء المنصورون في الدنيا والآخرة . جعلنا الله منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.