{ لاَّ تَجِدُ قَوْماً } من باب التخييل ، خيل أن من الممتنع المحال : أن تجد قوماً مؤمنين يوالون المشركين ، والغرض به أنه لا ينبغي أن يكون ذلك ، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال ، مبالغة في النهي عنه والزجر عن ملابسته ، والتوصية بالتصلب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم والاحتراس من مخالطتهم ومعاشرتهم ، وزاد ذلك تأكيداً وتشديداً بقوله : { وَلَوْ كَانُواْ ءابَاءَهُمْ } وبقوله : { أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمان } وبمقابلة قوله : { أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشيطان } [ المجادلة : 99 ] بقوله : { أولئك حزب الله }فلا تجد شيئاً أدخل في الإخلاص من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه ، بل هو الإخلاص بعينه ، { كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمان } أثبته فيها بما وفقهم فيه وشرح له صدورهم ، { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } بلطف من عنده حييت به قلوبهم . ويجوز أن يكون الضمير للإيمان ، أي : بروح من الإيمان ، على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به . وعن الثوري أنه قال : كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان ، وعن عبد العزيز بن أبي رواد : أنه لقيه المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يقول : " اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة ، فإني وجدت فيما أوحيت إليّ : { لا تجد قوماً . . . }الآية . وروى : أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، وذلك أنّ أبا قحافة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصكه صكة سقط منها ، فقال له رسول الله : «أو فعلته » ؟ قال : نعم ، قال : لا تعد » قال : والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته . وقيل في أبي عبيدة بن الجراح : قتل أباه عبد الله الجراح يوم أحد . وفي أبي بكر : دعا ابنه يوم بدر إلى البراز ، وقال لرسول الله : دعني أكرّ في الرعلة الأولى : قال : «متعنا بنفسك يا أبا بكر ، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري » . وفي مصعب بن عمير : قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد . وفي عمر : قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر . وفي علي وحمزة وعبيد بن الحرث : قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.