جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } ، يعني لا يجتمع الإيمان ومحبة أعداء الله تعالى ، { ولو كانوا } أي من حاد الله ، { آبائهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم{[4958]} } أقاربهم ، { أولئك } الذين لم يوادوهم { كتب } الله { في قلوبهم الإيمان } : أثبته فيها ، { وأيدهم بروح منه } : من عند الله تعالى وهو النصر على العدو أو نور القلب ، { ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين } حال مقدرة ، { فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه } لما سخطوا على القرائب لله تعالى عوضهم بالرضا عنهم وأرضاهم عنه بما أنعم عليهم من الفضل العظيم ، { أولئك حزب الله } أنصار دينه ، { ألا إن حزب الله هم المفلحون } الفائزون بخير الدارين .

اللهم اجعلنا منهم .


[4958]:بدأ بالآباء لأن الواجب على الأولاد طاعتهم فنهاهم عن توادهم ثم ثنى بالأبناء لأنه أعلق بالقلوب ثم ثالثا بالإخوان لأن لهم التعاضد ثم رابعا بالعشيرة لأن بهم التناصر والمقاتلة/12 وجيز.