التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

{ والشمس تجري لمستقر لها } أي : لحد مؤقت تنتهي إليه من فلكها وهي نهاية جريها إلى أن ترجع في المنقلبين الشتاء والصيف ، وقيل : مستقرها وقوفها كل وقت زوال ، بدليل وقوف الظل حينئذ ، وقيل : مستقرها يوم القيامة حين تكور ، وفي الحديث : ( مستقرها تحت العرش تسجد فيه كل ليلة بعد غروبها ) ؛ وهذا أصح الأقوال لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، وقرئ :{ لا مستقر لها } أي : لا تستقر عن جريها .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

قوله : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } اللام بمعنى إلى . يعني إلى مستقر لها وفي قراءة بعضهم ( إلى مستقر ) {[3905]} والمراد : مستقر الشمس المكاني وهو تحت العرش ، إذ تخرّ الشمس ساجدة لله في كل ليلة بعد غروبها . وقيل : المراد بمستقرها : منتهى سيرها وذلك يوم القيامة ؛ إذ ينقطع جريها وتسكن حركتها وتكوَّر ثم ينتهي هذا العالم إلى غايته . وهذا هو مستقرها الزماني .

قوله : { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } الإشارة بذلك عائدة إلى جري الشمس ؛ أي ذلك الجري على ذلك التقدير المحكم والحساب الدقيق ، المنضبط الذي لا يتخلف ولا يتبدل { تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } { العزيز } ، أي القوي القاهر الذي يغلب بقدرته كل شيء . وهو سبحانه محيط علمه بكل شيء .


[3905]:الدر المصون ج 9 ص 269