الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

قوله : { لِمُسْتَقَرٍّ } : قيل : في الكلامِ حَذْفُ مضافٍ تقديره : تجري لجَرْي مستقرٍ لها . وعلى هذا فاللامُ للعلةِ أي : لأجل جَرْيِ مستقرٍ لها . والصحيحُ أنَّه لا حَذْفَ ، وأنَّ اللامَ بمعنى إلى . ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ بعضهم { إلى مُسْتقر } . وقرأ عبد الله وابن عباس وعكرمة وزين العابدين وابنه الباقر والصادق بن الباقر { لا مُستقرَّ } ب لا النافيةِ للجنسِ وبناءِ " مستقرَّ " على الفتح ، و{ لها }الخبر . وابن أبي عبلة " { لا مُسْتقرٌ }ب لا العاملةِ عملَ ليس ، ف مُسْتَقرٌ اسمها ، و { لها } في محلِّ نصبٍ خبرُها كقولِه :

3786 تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرضِ باقيا *** ولا وَزَرٌ مِمَّا قضى اللَّهُ واقيا

والمرادُ بذلك أنها لا تستقرُّ في الدنيا ، بل هي دائمةُ الجريانِ ، وذلك إشارةً إلى جَرْيها المذكور .