جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

{ والشمس تجري لمستقر لها } اسم مكان وفسر النبي {[4248]} المنزل عليه القرآن أن مستقرها تحت العرش تذهب وتسجد هناك ، وإذا كان العرش كرة محيطة فتحتيتها باعتبار مكان خاص من العرش الله ورسوله أعلم به ، وظاهر بعض الأحاديث دال على أنه قبة ذات قوام تحمله الملائكة فوق هذا الجانب من الأرض ، فحينئذ يكون وقت الظهيرة أقرب ما يكون إلى العرش ، وفي نصف الليل أبعد فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع ، وعن بعض أنه اسم زمان أي الوقت الذي تستقر فيه ، وتنقطع جريها وهو يوم القيامة { ذلك } الجري الخاص { تقدير العزيز العليم }


[4248]:كما ثبت في الصحيحين وغيرهما بروايات متعددة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (مستقرها تحت العرش تذهب وتسجد هناك وتستأذن في الطلوع فيقال لها: اطلعي من حيث طلعت، فإذا كان عند القيامة يقال لها: اطلعي من حيث غربت فذلك حين لا تنفع نفس إيمانها) هذا هو التفسير ويا عجبا لمن عدل، وهو يدعي الإيمان، وأما كيفية ذهابها تحت العرش مع أن العرش كرة محيطة أو قبة ذات قوائم تحملها الملائكة فوق هذا الجانب من الأرض كما هو ظاهر بعض الأحاديث فعلمه عند الله ورسوله نحن نؤمن به ونكل العلم إليهما كما في أكثر أمور الآخرة/ 12 وجيز. وذكر في المنهية أقوالا ثم قال: وهذه الأقوال كلها كأنه لمن لم يطلع على تفسير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي في الصحيحين وغيرهما وإلا فكيف العدول عنه، ويا عجبا أن القاضي مع مطالعته لتفسير المعالم ما تعرض لهذا الوجه بوجه والله هو الموفق.