ثم قال : { والشمس تجري لمستقر لها } أي : لموضع قرارها {[56641]} .
قال القتبي : مستقرها أقصى منازلها في الغروب لا تتجاوزه يعني {[56642]} إلى أبعد مغاربها ثم ترجع {[56643]} .
وروى {[56644]} أبو ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عند غروي الشمس يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، فقال ، إنها تذهب فتسجد بين يدي ربها جل ثناؤه ، ثم تستأذن بالرجوع فيؤذن لها ، وكأنها قد قيل لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مكانها وذلك مستقرها " {[56645]} .
وروى أبو ذر أيضا قال : " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى {[56646]} : { والشمس تجري لمستقر لها } فقال : مستقرها تحت العرش " {[56647]} .
قال قتادة : لمستقرها وقت واحد لا تعدوه {[56648]} .
وقيل : المعنى ( إنها ) {[56649]} تجري إلى أبعد منازلها في الغروب ثم ترجع فلا تتجاوزه وذلك أنها لا تزال تتقدم كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مطالعها ثم ترجع {[56650]} .
وعن أبي ذر قال : " قلت {[56651]} ( يا ) {[56652]} رسول الله { والشمس تجري لمستقر/لها } قال : بين يدي العرش {[56653]} .
وروي عن ابن عباس أنه قرأ : " لا مستقر لها " {[56654]} على معنى : هي جارية لا تثبت في موضع واحد : أي هي كل ليلة في موضع لا تكون فيه في الليلة التي تليها تتقدم أو تتأخر .
ثم قال : { ذلك تقدير العزيز العليم } أي : هذا الذي تجري عليه الشمس من التقدير هو تقدير العزيز في انتقامه العليم بمصالح خلقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.