التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

{ لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله } : { لا } في قوله : { لئلا } زائدة ، والمعنى : ليعلم أهل الكتاب ، وكذلك قرأها ابن عباس وقرأ ابن مسعود لكيلا يعلم ، والمعنى : إن كان الخطاب لأهل الكتاب يا أهل الكتاب آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ليعلم أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا أن لا يقدروا على شيء من فضل الله الذي وعد من آمن منكم ، وهو تضعيف الأجر والنور والمغفرة ، لأنهم لم يسلموا ، فلم ينالوا شيئا من ذلك ، وإن كان الخطاب للمسلمين ، فالمعنى : ليعلم أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا أنهم لا يقدرون أن ينالوا شيئا مما أعطى الله المسلمين من تضعيف الأجر والنور والمغفرة ، وقد روى في سبب نزول الآية : أن اليهود افتخرت على المسلمين فنزلت الآية في الرد عليهم ، وهو يقوي هذا القول ، وروي أيضا أن سببها أن الذين أسلموا من أهل الكتاب افتخروا على غيرهم من المسلمين بأنهم يؤتيهم الله أجرهم مرتين فنزلت الآية معلمة أن المسلمين مثلهم في ذلك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

قوله : { لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله } لا ، في قوله { لئلا } زيادة وهي للتأكيد . يعني ليعلم أهل الكتاب – وكانوا قد حسدوا المسلمين – أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله الذي خص به أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذ جعل لهم من التكريم والتعظيم ما ليس لهم .

قوله : { وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء } ليس الفضل بأيدي أهل الكتاب إذ كانوا يبتغون أن تكون النبوة فيهم دون غيرهم وقد اغتاظوا أشد الغيظ لما بعث الله في العرب رسولا منهم ثم جعل أمته خير أمة أخرجت للناس . وذلكم فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده { والله ذو الفضل العظيم } الله الكريم المنان ذو الفضل على عباده{[4471]} .


[4471]:تفسير القرطبي جـ 17 ص 266-268 وتفسير الطبري جـ 27 ص 143، 144.