الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

وقوله تعالى : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتاب أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شَيءٍٍٍ مِّن فَضْلِ الله } الآية : رُوِيَ أَنَّه لما نزل هذا الوعدُ المتقدم للمؤمنين ، حسدهم أهلُ الكتاب على ذلك ، وكانتِ اليهودُ تُعَظِّمُ دِينَهَا وأَنْفُسَهَا ، وتزعم أَنَّهم أحِبَّاءُ اللَّه وأهلُ رضوانه ، فنزلت هذه الآية مُعْلِمَةً أَنَّ اللَّه فعل ذلك ، وأعلم به ؛ ليعلمَ أَهل الكتابِ أَنَّهم ليسوا كما يزعمون ، و( لا ) في قوله : { لِّئَلاَّ } زائدة ، وقرأ ابن عباس والجَحْدَرِيُّ : { لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ } وروى إبراهيم التيمي عن ابن عباس : ( كَيْ يَعْلَمَ ) وروي عن حِطَّانَ الرُّقَاشِيِّ أنه قرأ : ( لأَنْ يَعْلَمَ ) .

وقوله تعالى : { أَلاَّ يَقْدِرُونَ } معناه : أَنَّهم لا يملكون فضلَ اللَّه ، ولا يدخل تحت قُدَرهم ، وباقي الآية بَيِّنٌ .