{ لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( 29 ) } .
جعلت أمة النبي الخاتم خير أمة ، وضاعفت لهم أجر الحسنة إلى سبعمائة ضعف- إذ الكفل كما جاء في الأثر ثلاثمائة وخمسون حسنة- وأعطيتهم النور يضيء لهم في أولادهم وأخراهم ، وغفرت لهم ، ليعلم اليهود والنصارى- وفيهم أنزلت التوراة والإنجيل- أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله ولا إعطاء ما منع الله ؛ وأن الفضل بيد الغني الوهاب- دون سواه- يمن به على من يشاء ؛ ولا حرج على فضله تبارك وتعالى .
عن قتادة : قوله : { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله . . . } الآية قال : لما نزلت هذه الآية حسد أهل الكتاب المسلمين عليها ، فأنزل الله عز وجل : { لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون . . . } الآية اه [ لأنهم كانوا يرون أن الله قد فضلهم على جميع الخلق فأعلمهم الله جل ثناؤه أنه قد أتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الفضل والكرامة ما لم يؤتهم . . . ]{[6354]} .
و[ لا ] من { لئلا } صلة- ليست بنافية- ومثلها في القرآن كثير ، في كل جملة دخل في أولها وآخرها جحد غير مصرح به ؛ ففي الجحد السابق الذي لم يصرح به جاء قول الحق سبحانه { . . . ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك . . . }{[6355]} والمعنى والله تعالى أعلم- : ما الذي منعك من السجود . . وكذا قول المولى- تبارك اسمه- : { وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون }{[6356]} ومعنى ذلك : أهلكناها أنهم يرجعون .
وفي صحيح البخاري بسنده عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول- وهو قائم على المنبر ( إن بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أعطيتم القرآن فعملتم به حتى غروب الشمس فأعطيتم قيراطين قال أهل التوراة ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر أجرا قال هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.