قوله : { ليلا يعلم أهل الكتاب } إلى آخر السورة [ 28-29 ] {[67462]} .
قيل معناه ليعلم أهل الكتب {[67463]} ، و " لا " زائدة صلة {[67464]} ، دل على ذلك أن بعد {[67465]} : / { وأن الفضل بيد الله } {[67466]} .
وقد قرأ ابن عباس ليعلم {[67467]} . وهي قراءة الجحدري {[67468]} .
وقرأ ابن مسعود وابن جبير " لكي يعلم أهل الكتاب " {[67469]} ، وذلك على التفسير ، والمعنى فعل {[67470]} ذلك ، لكي يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله الذي خصكم {[67471]} به لأنهم كانوا يرون أن الله فضلهم على جميع خلقه ، فأعلمهم تعالى {[67472]} ذكره أنه قد أتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الفضل والكرامة ما لم يؤتهم من زيادة النور والمغفرة والأجر {[67473]} .
قال قتادة : لما نزلت [ هذه الآية يعني : { يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم } حسد أهل الكتاب المسلمين عليها ] {[67474]} فأنزل الله " لئلا يعلم أهل الكتاب . . . [ إلى آخرها ، أي : فعلت ذلك لكي يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون ] {[67475]} على شيء من فضل الله ، يؤتي فضله من يشاء ويخص به من يشاء من خلقه {[67476]} .
قال قتادة : وذكر {[67477]} أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : إنما مثلنا ومثل أهل الكتاب من قبلنا {[67478]} كمثل رجل استأجر أجراء يعملون إلى الليل على قيراط {[67479]} ، فلما انتصف النهار سئموا {[67480]} عمله وملوا فحاسبهم {[67481]} وأعطاهم نصف قيراط ، ( ثم استأجر أجراء يعملون إلى الليل على قيراط فعملوا إلى العصر ثم سئموا وملوا عمله ، فأعطاهم على قدر ذلك {[67482]} ثم استأجر أجراء إلى الليل على قيراطين يعملون بقية عمله فقيل له ما شأن هؤلاء أقل عملا وأكثر أجرا ؟ قال هو مالي أعطي من شئت {[67483]} .
وقوله : { وأن الفضل بيد الله } أي : بيده دونهم ودون غيرهم ، يؤتيه من يشاء من خلقه ، فلذلك أعطى أمة محمد صلى الله عليه وسلم {[67484]} من الأجر على مدتهم القريبة ما لم يعط غيرهم .
أي ذو الفضل على خلقه ، العظيم فضله .
وقيل أنهم قالوا : الأنبياء منا ، كفروا بعيسى وبمحمد {[67485]} صلى الله عليه وسلم فأعلم الله خلقه أن الفضل بيده يؤتيه من يشاء ، وليس فضله بموقوف على بني إسرائيل دون غيرهم فلا يرسل رسولا إلا منها يرسل الرسول {[67486]} ممن يشاء على {[67487]} من شاء ، وإلى من يشاء ، يفعل ما يشاء ويتفضل على من يشاء لا إله إلا هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.