جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

{ لئلا يعلم أهل الكتاب } : الذين لم يؤمنوا ، { ألا يقدرون على شيء من فضل الله } أي : يعطيكم الله تعالى نصيبين من رحمته ، لأن يعلم الكافرون منهم أنه لا يتمكنون من نيل شيء من فضل الله تعالى ، فلا مزيدة{[4933]} ، { وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } ، وعلى التفسير الثاني معناه أعطيناكم يا أمة محمد كفلين من رحمته كما أعطى المؤمنون من أهل الكتاب أجرين ليعلم المؤمنون من أهل الكتاب أن فضل الله تعالى ليس بيد أحد ، فلو أعطاهم أجرين لأجل إيمانين أعطى المؤمنين كفلين لأجل الأيمان الواحد بفضله قيل : " لا " غير مزيدة ، والمعنى لئلا يعلم أهل الكتاب عجز المؤمنين ونقصانهم .

والحمد لله على كل حال .


[4933]:نحو: ما منعك أن لا تسجد، وفي بعض القراءات "ليعلم" وفي بعضها "لئن يعلم"/12 وجيز.