معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

وقوله : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ } .

وفي قراءة عبد الله : لكي يعلم أهل الكتَاب ألا يقدرون ، والعرب تجعل لا صلة في كل كلام دخل في آخره جحد ، أو في جحد غير مصرح ، فهذا مما دخل آخره الجحد ، فجعلت ( لا ) في أوله صلة . وأما الجحد السابق الذي لم يصرح به فقوله عز وجل : { ما مَنَعكَ ألاّ تسجُدَ } .

وقوله : { وما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذَا جاءتْ لا يُؤمِنُون } .

وقوله : { وَحِرْم على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أنّهُم لا يَرْجِعُون } .

وفي الحرام معنى الجحد والمنع ، وفي قوله : ( وما يشعركم ) فلذلك جعلت ( لا ) بعده صلة معناها السقوط من الكلام .