التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (40)

{ فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا } الحاصب الحجارة ، والحاصب أيضا الريح الشديدة ، ويحتمل عندي أنه أراد به المعنيين ، لأن قوم سيدنا لوط أهلكوا بالحجارة ، وعاد أهلكوا بالريح ، وإن حملناه على المعنى الواحد نقص ذكر الآخر ، وقد أجاز كثير من الناس استعمال اللفظ الواحد في معنيين كقوله : { إن الله وملائكته يصلون على النبي } [ الأحزاب :56 ] ويقوي ذلك هنا لأن المقصود هنا ذكر عموم أخذ أصناف الكفار . { ومنهم من أخذته الصيحة }ك يعني ثمود ومدين .

{ ومنهم من خسفنا به الأرض } : يعني قارون .

{ ومنهم من أغرقنا } : يعني قوم نوح وفرعون وقومه .