التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (40)

{ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا } وهم قوم لوط ، إذ أرسلنا عليهم حاصبا من السماء ، أي حجارة تدمرهم . والحاصب الريح الشديدة تثير الحصباء وهي الحصى الصغار{[3566]} .

قوله : { وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ } المراد بهم ثمود قوم صالح ، وكذلك أهل مدين ، قوم شعيب . فكلا الأمتين قد أخذتهم الصيحة فأتت عليهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين .

قوله : { وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ } يعني قارون ، فقد خسف الله به وبداره الأرض فانساخ فيها فكان من الهالكين .

قوله : { وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا } يعني بذلك قوم نوح وقوم فرعون وملأه فقد عتوا عن أمر ربهم وجحدوا النبوة وكذبوا الرسل فأخذهم الله بالطوفان والتغريق .

قوله : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } لا يظلم الله أحدا من خلقه ، وما الله بظلام للعبيد . فلم يأخذ هؤلاء المجرمين ظلما بل أهلكهم بسبب طغيانهم وكفرهم وشدة جحودهم آلاءه وأياديه عليهم ، وبذلك ظلموا أنفسهم فاستحقوا العذاب{[3567]} .


[3566]:مختار الصحاح ص 139، وأساس البلاغة ص 128.
[3567]:تفسير الطبري ج 20 ص 97، وتفسير القرطبي ج 13 ص 345.