اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (40)

قوله : «فَكُلاًّ » منصوب «بأخذنا »{[41489]} و «بذَنْبِه » أي بسببه أو مصاحباً لذنبه ، { فَمِنْهُم مَن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } وهم قوم لوط و الحاصب : الريح التي تحمل الحصباء وهي الحصا الصِّغَارُ وقيل : كانت حجارة مَحْمِيَّة{[41490]} تقع على واحد منهم وتَنْفُذُ من{[41491]} الجانب الآخر ، { وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصيحة } يعني ثمود{[41492]} { وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض } وهم «قارون » وأصحابه ، { وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا } يعني قوم نوح وفرعون وقومه .

وقوله : «مَنْ أَغْرَقْنَا » عائده محذوف لأجل سنة الفاصلة ، ثم قال : { وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ } يعني لم يظلمهم بالهلاك وإنما ظلموا أنفسهم بالإشراك .


[41489]:التبيان لأبي البقاء 1033، والدر المصون للسمين 4/305.
[41490]:انظر: القرطبي 13/343 وغريب القرآن لابن قتيبة 338.
[41491]:انظر: القرطبي 13/344 وفي "ب" يعني وهو الأصح.
[41492]:ساقط من "ب".