التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (83)

{ فرحوا بما عندهم من العلم } الضمير يعود على الأمم المكذبين وفي تفسير علمهم وجوه :

أحدها : أنه ما كانوا يعتدون من أنهم لا يبعثون ولا يحاسبون .

والثاني : أنه علمهم بمنافع الدنيا ووجوه كسبها .

والثالث : أنه علم الفلاسفة الذي يحتقرون علوم الشرائع وقيل : الضمير يعود على الرسل ، أي : فرحوا بما أعطاهم الله من العلم بالله وشرائعه أو بما عندهم من العلم بأن الله ينصرهم على من يكذبهم وأما الضمير في { وحاق بهم } فيعود على الكفار باتفاق ولذلك ترجح أن يكون الضمير في فرحوا يعود عليهم ليتسق الكلام .