الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (83)

وقوله سبحانه : { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات } الآية ، الضميرُ في ( جاءتهم ) عائدٌ على الأمم المذكورةِ ، واخْتَلفَ المفسِّرونَ في الضميرِ في { فَرِحُواْ } على مَنْ يَعُودُ ؟ فقال مجاهدٌ وغيره : هو عائد على الأممِ المذكُورِينَ ، أي : فَرِحُوا بما عِنْدَهُمْ من الْعِلْمِ في ظَنِّهِمْ ومُعْتَقَدِهِمْ من أنهم لا يُبْعَثُونَ ولا يحاسَبُونَ ، قال ابن زيد : واغترُّوا بعلمِهِم بالدنيا والمعاش ، وظنوا أنه لا آخرة ؛ فَفَرِحُوا وهذا كقوله تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الحياة الدنيا } [ الروم : 7 ] وقالت فرقة : الضميرُ في { فَرِحُواْ } عائدٌ على الرُّسُلِ ، وفي هذا التأويلِ حَذْفٌ وتقديره : فلما جَاءتهم رسُلُهم بالبيناتِ ، كذَّبُوهُمْ فَفَرِحَ الرُّسُلُ بما عندَهم من العلمِ باللَّهِ والثقةِ به ، وبأنه سينصُرُهُمْ ، والضمير في { بِهِمُ } عائدٌ على الكفارِ بلا خِلافٍ .