فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (83)

{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات } أي بالحجج الواضحات ، والمعجزات الظاهرات { فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مّنَ العلم } أي : أظهروا الفرح بما عندهم مما يدعون أنه من العلم من الشبه الداحضة ، والدعاوي الزائغة ، وسماه علماً تهكماً بهم أو على ما يعتقدونه . وقال مجاهد : قالوا : نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث . وقيل : المراد من علم أحوال الدنيا لا الدين كما في قوله : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ الحياة الدنيا } [ الروم : 7 ] ، وقيل : الذين فرحوا بما عندهم من العلم هم الرسل ، وذلك أنه لما كذبهم قومهم أعلمهم الله بأنه مهلك الكافرين ، ومنجي المؤمنين ، ففرحوا بذلك { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } أي أحاط بهم جزاء استهزائه .