{ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } أي بالحجج الواضحات ، والمعجزات الظاهرات { فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ } أي أظهر الكفار الفرح بما عندهم مما يدعون أنه من العلم ، من الشبه الداحضة ، والدعاوى الزائغة ، والفنون الفاسدة ، والعلوم الكاسدة ، وسماه علما تهكما بهم ، أو على ما يعتقدونه ، وقال مجاهد : قالوا نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث ، وقيل المراد من العلم علم أحوال الدنيا لا الدين كما في قوله :
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } قال النسفي : أو علم الفلاسفة والدهريين ، فإنهم كانوا إذا سمعوا بوحي الله دفعوه وصغروا علم الأنبياء إلى علمهم ، وعن سقراط أنه سمع موسى وقيل له لو هاجرت إليه ؟ فقال : نحن قوم مهذبون فلا حاجة بنا إلى من يهذبنا ، أو المراد فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك واستهزاء به ، كأنه قال : استهزأوا بالبينات وبما جاؤوا به من علم الوحي ، فرحين مرحين ، انتهى : وقيل : الذين فرحوا بما عندهم من العلم هم الرسل ، وذلك أنهم لما كذبهم قومهم وأعلمهم الله بأنه مهلك الكافرين ومنجي المؤمنين ، ففرحوا بذلك .
{ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي أحاط بهم جزاء استهزائهم
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.