التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا} (28)

{ ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } في الفاعل بيعلم ثلاثة أقوال :

الأول : أي ليعلم الله أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم أي : يعلمه موجودا وقد كان علم ذلك قبل كونه .

الثاني : ليعلم محمد أن الملائكة الرصد أبلغوا رسالات ربهم .

الثالث : ليعلم من كفر أن الرسل قد بلغوا الرسالة والأول أظهر وجمع الضمير في أبلغوا وفي ربهم حملا على المعنى لأن من ارتضى من رسول يراد به جماعة .

{ وأحاط بما لديهم } أي : أحاط الله بما عند الرسل من العلوم والشرائع وهذه الجملة معطوفة على قوله : { ليعلم } لأن معناه أنه قد علم قال ذلك ابن عطية ويحتمل أن تكون هذه الجملة في موضع الحال .

{ وأحصى كل شيء عددا } هذا عموم في جميع الأشياء وعددا منصوب على الحال أو تمييزا أو مصدر من معنى أحصى .