تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا} (28)

الآية 28 : وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } [ يحتمل وجهين :

أحدهما : ما ]{[22369]} قال قائلون : ليعلم محمد بالرصد أن قد أبلغ سائر الرسل رسالات ربهم على الوجه الذي أمروا كما أبلغ هو .

والثاني : أن يعلم كل في نفسه أن قد أبلغ رسالات ربنا وليعلم الأعداد أن قد أبلغ محمد عليه السلام رسالات ربه على الوجه الذي أمر ، لم يقع فيه تغيير من شيطان ولا[ جنّيّ ولا عدو .

وقوله تعالى : { وأحاط بما لديهم }أي بما عند الرسول وبما عند الملائكة أو بما عند الخلق .

وقوله تعالى : { وأحصى كل شيء عددا } أي أحاط بالعلم الذي ]{[22370]} هو معدود لا بالعدد ، وهو كقوله عز وجل : { وأنبتنا فيها من كل شيء موزون }[ الحجر : 19 ] أي ما يوزن عند الخلق ، أو أحاط العلم بما لدى الكفرة لا بالرصد .

وإن في نصب الرصد محنة وتكليفا على الرصد لا أن يقع بهم الحفظ ، وهو كقوله عز وجل : { ألن يكفيكم أن يمدّكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين }[ إلى قوله ]{[22371]} : { وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم }[ آل عمران : 124 -126 ] فبين أن النصر من عنده وأن الملائكة إنما أرسلت لتطمئن بها قلوب المؤمنين ، وتركن إليها طباعهم .

[ وقوله تعالى ]{[22372]} { وأحصى كل شيء عددا } [ أي كل شيء ]{[22373]}عنده معدود ومحصى ، لا يغفل ، جلّ جلاله ، عن معرفة عدده ، ولا تعتريه أحوال ، تعزب عنه{[22374]} فيها علم ذلك ، خلافا لما عليه أمر الخلق ، والله الموفق[ وصلّى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين ]{[22375]} .


[22369]:ساقطة من الأصل و م.
[22370]:من م، في الأصل: جن ولا.
[22371]:ساقطة من الأصل و م.
[22372]:ساقطة من الأصل و م.
[22373]:من نسخة الحرم المكي ساقطة من الأصل وم
[22374]:في الأصل و م: عنها.
[22375]:من م، ساقطة من الأصل.