قوله : { لِّيَعْلَمَ } : متعلقٌ ب " يَسْلُكُ " . والعامَّةُ على بنائه للفاعلِ . وفيه خلافٌ أي : لِيَعْلَمَ محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم . وقيل : لِيَعْلَمَ أي : ليَظْهَرَ عِلْمُه للناس . وقيل : ليَعْلَمَ إبليسُ . وقيل : ليَعْلَمَ المشركون . وقيل : لِيَعْلَمَ الملائكةُ ، وهما ضعيفان لإِفرادِ الضميرِ . والضميرُ في " أَبْلَغُوا " عائدٌ على " مَنْ " مِنْ قولِه : " مَنْ ارتَضَى " راعى لفظَها أولاً ، فأفردَ في قولِه : { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } ، ومعناها ثانياً فَجَمَعَ في قولِه : " أَبْلَغُوا " إلى آخرِه .
وقرأ ابنُ عباس وزيدُ علي " لِيُعْلَمَ " مبنياً للمفعول . وقرأ ابن أبي عبلةَ والزُّهْري " لِيُعْلِمَ " بضمِّ الياءِ وكسرِ اللامِ أي : لِيُعْلِمَ اللَّهُ ورسولُه بذلك . وقرأ أبو حيوة " رسالة " بالإِفرادِ ، والمرادُ الجمعُ . وابن أبي عبلة " وأُحِيْط وأُحْصِيَ " مبنيين للمفعول ، " كلُّ " رفعٌ بأُحْصِي .
قوله : { عَدَداً } يجوزُ أَنْ يكونَ تمييزاً منقولاً من المفعولِ به . والأصل : أحصى عددَ كلِّ شيءٍ كقولِه تعالى :
{ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً } [ القمر : 12 ] أي : عيونَ الأرض ، على خلافٍ سَبَقَ في ذلك . ويجوزُ أَنْ يكونَ منصوباً على المصدرِ من المعنى ؛ لأنَّ " أحصَى " بمعنى عَدَّ ، فكأنه قيل : وعَدَّ كلَّ الفعل ، والفعلُ إلى المصدر . ومَنَعَ مكي كونَه مصدراً للإِظهار فقال : " عَدَداً " نَصْبٌ على البيانِ ، ولو كان مصدراً لأدغم " قلت : يعني : أنَّ قياسَه أَنْ يكونَ على فَعْل بسكونِ العين ، لكنه غيرُ لازمٍ فجاء مصدرُه بفتح العين . ولمَّا كان " لِيَعْلَمَ " مضمَّناً معنى : قد عَلِمَ ذلك ، جازَ عَطْفُ " وأحاط " على ذلك المقدَّرِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.