غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا} (28)

1

قال في الكواشي : ثم بين غاية الإظهار والسلك فقال { ليعلم } أي ليظهر معلوم الله كما هو الواقع من غير زيادة ولا نقص ، ومثل هذا التركيب قد مر مراراً . قال قتادة ومقاتل : أي ليعلم محمد أن قد أبلغ جبرائيل ومن معه من الملائكة الوحي بلا تحريف وتغيير . وقوله { من بين يديه } مع قوله { أن قد أبلغوا } كقوله { فإن له نار جهنم خالدين } من الحمل على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى . ثم ما ذكرنا وهو أن المراد بالعلم هو الظهور بقوله { وأحاط بما لديهم } من الحكم والشرائع أي وقد أحاط قبل به . ثم عمم العلم فقال { وأحصى كل شيء } من ورق الأشجار وزبد البحار وقطر الأمطار . و { عدداً } مصدر في معنى الإحصاء أو حال أي ضبط كل شيء معدوداً محصوراً أو تمييز والله أعلم .

/خ28