{ وشاهد ومشهود } يحتمل الشاهد والمشهود أن يكون من الشهادة على الأمر ، أو يكون من معنى الحضور وحذف المعمول وتقديره مشهود عليه أو مشهود به أو مشهود فيه ، وقد اضطرب الناس في تفسير الشاهد والمشهود اضطرابا عظيما ويتلخص من أقوالهم في الشاهد ستة عشر قولا يقابلها في المشهود اثنان وثلاثون قولا .
الأول : أن الشاهد هو الله تعالى لقوله : { وكفى بالله شهيدا } [ النساء : 79 ] ؛ والمشهود على هذا يحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون الخلق بمعنى أنه يشهد عليهم .
والآخر : أن تكون الأعمال بمعنى أنه يشهد بها .
والثالث : أن يكون يوم القيامة بمعنى أنه يشهد فيه ، أي : يحضر للحساب والجزاء أو تقع فيه الشهادة على الناس .
القول الثاني : أن الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم لقوله : { ويكون الرسول عليكم شهيدا } [ البقرة : 143 ] والمشهود على هذا يحتمل أن يكون أمته لأنه يشهد عليهم ، أو أعمالهم لأنه يشهد بها ، أو يوم القيامة لأنه يشهد فيه أي : يحضر ، أو تقع فيه الشهادة على الأمة .
القول الثالث : أن الشاهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم لقوله : { لتكونوا شهداء على الناس } [ البقرة : 143 ] والمشهود على هذا سائر الأمم لأنهم يشهدون عليهم أو أعمالهم أو يوم القيامة . القول الرابع : أن الشاهد هو عيسى عليه السلام ، والمشهود أمته لقوله : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } [ المائدة : 117 ] أو أعمالهم ، أو يوم القيامة .
القول الخامس : أن الشاهد جميع الأنبياء ، والمشهود أممهم لأن كل نبي يشهد على أمته ، أو يشهد القول بأعمالهم ، أو يوم القيامة لأنه يشهد فيه .
القول السادس : أن الشاهد الملائكة الحفظة ، والمشهود على هذا الناس ، لأن الملائكة يشهدون عليهم ، أو الأعمال لأن الملائكة يشهدون بها ، أو يوم القيامة أو صلاة الصبح لقوله : { إن قرآن الفجر كان مشهودا } [ الإسراء : 78 ] .
القول السابع : أن الشاهد جميع الناس ، لأنهم يشهدون يوم القيامة أي : يحضرونها ، والمشهود يوم القيامة : لقوله : { وذلك يوم مشهود } [ هود : 103 ] .
والقول الثامن : أن الشاهد الجوارح والمشهود عليه أصحابها لقوله : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم } [ النور : 24 ] أو الأعمال لأن الجوارح تشهد بها يوم القيامة لأن الشهادة تقع فيه .
القول التاسع : أن الشاهد الله والملائكة وأولوا العلم لقوله : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } [ آل عمران : 18 ] والمشهود به الوحدانية .
القول العاشر : الشاهد جميع المخلوقات والمشهود به وجود خالقها وإثبات صفاته من الحياة والقدرة وغير ذلك .
القول الحادي عشر : أن الشاهد النجم لما ورد في الحديث " لا صلاة بعد العصر حتى يطلع الشاهد وهو النجم " والمشهود على هذا الليل والنهار لأن النجم يشهد بانقضاء النهار ودخول الليل .
القول الثاني عشر : أن الشاهد الحجر الأسود والمشهود الناس الذين يحجون .
القول الثالث عشر : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وذلك أن يوم الجمعة يشهد بالأعمال ويوم عرفة يشهده جمع عظيم من الناس .
القول الرابع عشر : أن الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم النحر ، قاله علي بن أبي طالب .
القول الخامس عشر : أن الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة .
القول السادس عشر : أن الشاهد يوم الاثنين والمشهود يوم الجمعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.