إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ} (3)

{ وشاهد وَمَشْهُودٍ } أيْ ومَنْ يشهدُ في ذلكَ اليومِ من الخلائقِ وما يحضرُ فيهِ من العجائبُ ، وتنكيرُهُمَا للإبهامِ في الوصفِ أي وشاهدٍ ومشهودٍ لا يُكتنهُ وصفُهُمَا أو للمبالغةِ في الكثرةِ وقيلَ : الشاهدُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم والمشهودُ يومُ القيامةِ ، وقيلَ : عيسَى عليهِ السلامُ وأمتهُ لقولِه تعالى : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } [ سورة المائدة ، الآية 117 ] الخ ، وقيلَ : أمةُ محمدٍ وسائرُ الأممِ ، وقيلَ : يومُ الترويةِ ويومُ عرفةٍ ، وقيلَ : يومُ عرفةَ ويومُ الجمعةِ ، وقيلَ : الحجرُ الأسودُ والحجيجُ ، وقيلَ : الأيامُ والليالي وبنُو آدمَ . وعن الحسنِ مَا منْ يومٍ إلا ويُنادي إني يومٌ جديدٌ وإنِّي عَلى ما يعملُ فيَّ شهيدٌ فاغتنمني فَلَوْ غَابَتْ شَمْسِي لَمْ تُدركِني إلى يومِ القيامةِ . وقيلَ : الحفظةُ وبنُو آدمَ ، وقيلَ : الأنبياءُ ومحمدُ عليهم الصلاةُ السلامُ .