{ وشاهد وَمَشْهُودٍ } المراد : بالشاهد من يشهد في ذلك اليوم من الخلائق : أي يحضر فيه والمراد بالمشهود ما يشاهد في ذلك اليوم من العجائب ، وذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن الشاهد يوم الجمعة ، وأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه ، والمشهود يوم عرفة ، لأنه يشهد الناس فيه موسم الحج ، وتحضره الملائكة . قال الواحدي : وهذا قول الأكثر . وحكى القشيري عن ابن عمر وابن الزبير أن الشاهد يوم الأضحى . وقال سعيد بن المسيب : الشاهد يوم التروية ، والمشهود يوم عرفة . وقال النخعي : الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم النحر . وقيل : الشاهد هو الله سبحانه . وبه قال الحسن وسعيد بن جبير ، لقوله : { وكفى بالله شَهِيداً } [ النساء : 166 ] وقوله : { قُلْ أَيُّ شَيْء أَكْبَرُ شهادة قُلِ الله شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 19 ] . وقيل : الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم لقوله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً } [ النساء : 41 ] وقوله : { يأيها النبيّ إِنَّا أرسلناك شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً } [ الأحزاب : 45 ] . وقوله : { وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [ البقرة : 143 ] . وقيل : الشاهد جميع الأنبياء لقوله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } وقيل : هو عيسى بن مريم لقوله : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دمت فِيهِمْ } [ المائدة : 117 ] والمشهود على هذه الأقوال الثلاثة : إما أمة محمد ، أو أمم الأنبياء ، أو أمة عيسى . وقيل : الشاهد آدم . والمشهود ذريته . وقال محمد بن كعب : الشاهد الإنسان لقوله : { كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيبًا } [ الإسراء : 14 ] وقال مقاتل : أعضاؤه لقوله : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ النور : 24 ] وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة ، والمشهود سائر الأمم لقوله : { وكذلك جعلناكم أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى الناس } [ البقرة : 143 ] . وقيل : الشاهد : الحفظة والمشهود بنو آدم . وقيل : الأيام والليالي . وقيل : الشاهد الخلق يشهدون لله عزّ وجلّ بالوحدانية ، والمشهود له بالوحدانية هو الله سبحانه ، وسيأتي بيان ما ورد في تفسير الشاهد والمشهود ، وبيان ما هو الحقّ إن شاء الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.