قوله : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } . قال علي ، وابنُ عباسٍ ، وابن عمر ، وأبو هريرة -رضي الله عنهم - : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة{[59749]} ، وهو قول الحسن ، ورواه أبو هريرة مرفوعاً -عن النبي صلى الله عليه وسلم : «المَوعُودُ : يومُ القيامة ، واليَوْمُ المشهودُ : يَوْمَ عَرفةَ ، والشَّاهِدُ : يَوْمَ الجُمعةِ » خرَّجه الترمذي في «جامعه »{[59750]} .
قال القشيري : فيوم الجمعة يشهد على عامله بما يعمل فيه .
قال القرطبيُّ{[59751]} : وكذلك سائر الأيام والليالي ، لما روى أبو نعيم الحافظ عن معاوية ابن قرة ، عن معقل بن يسارٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لَيْسَ مِنْ يوْمٍ يَأتِي عَلى العَبْدِ إلا يُنَادي فيه : يا ابْنَ آدمَ أنا خَلقٌ جدِيدٌ ، وأنَا فيمَا تَعْمَلُ علَيْكَ شَهِيدٌ ، فاعْمَلْ فيَّ خيراً أشْهَد لَكَ فيهِ غداً ، فإنِّي لوْ قَدْ مَضيْتُ لَمْ تَرَنِي أبَداً ، ويقُول اللَّيْلُ مِثْلَ ذلِكَ »{[59752]} حديث غريب .
وحكى القشيريُّ عن ابن عمر وابن الزُّبيرِ : أن الشاهد يوم الأضحى .
وقال سعيد بن المسيب{[59753]} الشاهد يوم التروية ، والمشهود : يوم عرفة .
[ وروي عن علي - رضي الله عنه - : الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم النحر ]{[59754]} وعن ابن عباس والحسين بن علي - رضي الله عنهم - : المشهود : يوم القيامة ، لقوله تعالى : { ذلك يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ الناس وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [ هود : 103 ] وعلى هذا فقيل : الشاهد هو الله تعالى ، وهو مروي عن ابن عباسٍ ، والحسن ، وسعيد بن جبير لقوله تعالى : { وكفى بالله شَهِيداً } [ النساء : 79 ] وقوله تعالى : { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ الله شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 19 ] .
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - : الشاهد : محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً } [ الأحزاب : 45 ] ، وقوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً } [ النساء : 41 ] وقوله تعالى : { وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيداً }{[59755]} [ البقرة : 143 ] .
وقيل : الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - يشهدون على أممهم ؛ لقوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } [ النساء : 41 ] .
وقيل : آدم عليه الصلاة والسلام .
وقيل : عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - لقوله تعالى : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ } [ المائدة : 117 ] والمشهود أمته .
وعن ابن عباس ومحمد بن كعب : الشاهد : الإنسان ، لقوله تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }{[59756]} [ النور : 24 ] .
وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة ، لقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس }{[59757]} [ البقرة : 143 ] ، والمشهود بنو آدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.