وقرأ الجمهور «كلتا » ، وفي مصحف عبد الله «كلا » ، والتاء في «كلتا » منقلبة من واو عند سيبويه وهو بالتاء أو بغير التاء اسم مفرد واقع على الشيء المثنى ، وليس باسم مثنى ، ومعناه كل واحدة منهما{[7808]} و «الأكل » ثمرها الذي يؤكل منها ، قال الفراء : وفي قراءة ابن مسعود «كل الجنتين آتى أكله » ، وقوله { ولم تظلم منه شيئاً } أي لم تنقص عن العرف الأتم الذي يشبه فيها ، ومنه قول الشاعر : [ الطويل ]
تظلمني مالي كذا لوى يدي . . . لوى يده الله الذي هو غالبه
وقرأ الجمهور «وفجّرنا » بشد الجيم ، وقرأ سلام ، ويعقوب وعيسى بن عمر .
«وفجَرنا » بفتح الجيم دون شد ، وقرأ الجمهور «نهْراً » بفتح الهاء . وقرأ أبو السمال ، والفياض بن غزوان ، وطلحة بن سليمان : «نهْراً » بسكون الهاء ، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي وابن عباس ومجاهد وجماعة قراء المدينة ومكة .
{ كلتا } اسم دال على الإحاطة بالمثنى يفسره المضاف هو إليه ، فهو اسم مفرد دال على شيئين نظير زَوج ، ومذكره ( كلا ) . قال سيبويه : أصل كلا كِلَو وأصل كلتا كِلْوا فحذفت لام الفعل من كلتا وعُوضت التاء عن اللام المحذوفة لتدل التاء على التأنيث . ويجوز في خبر كلا وكلتا الإفراد اعتباراً للفظه وهو أفصح كما في هذه الآية . ويجوز تثنيته اعتباراً لمعناه كما في قول الفرزدق :
كِلاهما حين جدّ الجري بينهما *** قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
و { أكْلها } قرأه الجمهور بضم الهمزة وسكون الكاف . وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم الهمزة وضم الكاف وهو الثمر ، وتقدم .
وجملة { كلتا الجنتين آتت أكلها } معترضة بين الجمل المتعاطفة . والمعنى : أثمرت الجنتان إثماراً كثيراً حتى أشبهت المعطي من عنده .
ومعنى { ولم تظلم منه شيئاً } لم تَنقُصْ منه ، أي من أكُلها شَيئاً ، أي لم تنقصه عن مقدار ما تُعطيه الأشجار في حال الخِصب . ففي الكلام إيجاز بحذف مضاف . والتقدير : ولم تظلم من مقدار أمثاله . واستعير الظلم للنقص على طريقة التمثيلية بتشبيه هيئة صاحب الجنتين في إتقان خَبْرِهما وترقب إثمارهما بهيئة من صار له حق في وفرة غلتها بحيث إذا لم تَأت الجنتان بما هو مترقب منهما أشبَهتا من حَرم ذَا حق حقه فظَلمه ، فاستعير الظلم لإقلال الإغلال ، واستعير نفيه للوفاء بحق الإثمار .
والتفجير تقدم عند قوله تعالى : { حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً } في سورة الإسراء ( 90 ) .
والنهَر بتحريك الهاء لغة في النَهْر بسكونها . وتقدم عند قوله تعالى : { قال إن الله مبتليكم بنهر } في سورة البقرة ( 249 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.