الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَيۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَيۡـٔٗاۚ وَفَجَّرۡنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَرٗا} (33)

قوله : { كِلْتَا } : قد تقدَّم في السورة قبلها حكمُ " كلتا " وهي مبتدأ ، و " آتَتْ " خبرُها . وجاء هنا على الكثير : وهو مراعاةُ لفظِها دونَ معناها .

وقرأ عبد الله - وكذلك هي في مصحفِه - " كلا الجَنَّتين " بالتذكير لأنَّ التأنيثَ مجازيٌّ . ثم قرأ " آتَتْ " بالتأنيث اعتباراً بلفظ " الجنتين " فهو نظيرُ " طَلَعَ الشمسُ وأشرقَتْ " وروى الفراء عنه قراءةً أخرى : " كلُّ الجنتين آتى أُكُلَه " أعادَ الضميرَ على لفظِه .

قوله : " وفجَّرْنا " العامَّةُ على التشديد وإنما كان كذلك ، وهو نهر واحد مبالغةٌ فيه . وقرأ يعقوب وعيسى بن عمر بالتخفيفِ وهي قراءةُ الأعمش في سورة القمر ، والتشديدُ هناك أظهرُ لقولِه " عيوناً " .

والعامَّةُ على فتحِ هاء " نَهَر " وأبو السَّمال والفياض بسكونها .