فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَيۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَيۡـٔٗاۚ وَفَجَّرۡنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَرٗا} (33)

{ كلتا الجنتين آتت أكلها } أخبر عن كلتا بآتت لأن لفظه مفرد يدل على التثنية فراعى جانب اللفظ . وقد ذهب البصريون إلى أن كلا وكلتا اسم مفرد غير مثنى . وقال الفراء : وهو مثنى وهو مأخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية ، وروعيت للتثنية المعنوية في قوله الآتي ، { وفجرنا خلالهما نهرا } ، وأكلها بضم الكاف وسكونها سبعيتان .

{ ولم تظلم منه شيئا } أي لم تنقص من أكلها شيئا في بعض السنين بل في كل سنة يأتي ثمرها وافيا ؛ يقال ظلمه حقه أي أنقصه ، ووصف الجنتين بهذه الصفة للإشعار بأنهما على خلاف ما يعتاد في سائر البساتين فإنها في الغالب تكثر في عام وتقل في عام ، قال ابن عباس :لم ينقص كل شجرة الجنة أطعمة . { وفجرنا } أي أجرينا وشققنا { خلالهما } أي وسط الجنتين { نهرا } يجري بينهما يسقيهما دائما من غير انقطاع .