تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (2)

{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي : استمعت لربها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق { وَحُقَّتْ } أي : وحق لها أن تطيع أمره ؛ لأنه العظيم الذي لا يُمانَع ولا يغالب ، بل قد قهر كلّ شيء وذل له كل شيء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (2)

{ وأذنت } معناه : استمتعت ، وسمعت ، أي أمره ونهيه ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن{[11697]} » ، ومنه قول الشاعر [ قعنب بن أم صاحب ] : [ البسيط ]

صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به . . . وإن ذُكِرْتُ بشرٍّ عندهم أذنوا{[11698]}

وقوله تعالى : { وحقت } ، قال ابن عباس وابن جبير معناه : وحق لها أن تسمع وتطيع ، ويحتمل أن يريد : وحق لها أن تنشق لشدة الهول وخوف الله تعالى


[11697]:أخرجه البخاري في التوحيد، وفي فضائل القرآن، ومسلم في المسافرين، وأبو داود في الوتر، والترمذي في ثواب القرآن، والنسائي في الافتتاح، والدارمي في الصلاة وفي فضائل القرآن، وأحمد في مسنده (2/271، 285، 450)، ولفظه كما في البخاري عن أبي هريرة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أذن الله لشيء ما ادن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به)، ولفظه كما في مسند أحمد (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن). ومعنى(أذن): استمع وقبل.
[11698]:هذا البيت قاله قعنب بن أم صاحب، وهو في اللسان، والطبري، والقرطبي، والبحر المحيط، وفتح القدير ومجاز القرآن، والسمط، وقبله يقول قعنب: إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا مني وما علموا من صالح دفنوا وهو شاهد على أن (أذن) بمعنى: استمع.