تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{۞إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (36)

وقوله : { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } أي : إنما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام ويعيه ويفهمه ، كقوله : { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } [ يس : 70 ] ، وقوله { وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ } يعني : بذلك الكفار ؛ لأنهم موتى القلوب ، فشبههم الله بأموات{[10667]} الأجساد فقال : { وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } وهذا من باب التهكم بهم ، والازدراء عليهم .


[10667]:في أ: "فشبههم بالأموات".