بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (36)

ثم قال :

{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ } يعني : يطيعك ويصدقك الذين يسمعون منك كلام الهدى والمواعظ . قال الزجاج يعني : يسمع سماع قابل . فالذي لا يقبل كأنه أصم . كما قال القائل : أصم عما ساءه سميع . ويقال : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الجاهلين } بأنه يؤمن بك بعضهم ، ولن يؤمن بك البعض . وإنما يؤمن بك الذي وفقه الله للهدى وهو أهل لذلك . وقال : { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ } يعني : يعقلون الموعظة .

ثم قال : { والموتى يَبْعَثُهُمُ الله } أي : كفار مكة سماهم الله موتى ، لأنه لا منفعة لهم في حياتهم { يَبْعَثُهُمُ الله } يعني : يحييهم بعد الموت { ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } يعني : الكفار في الآخرة فينبئهم ، فهذا تهديد لهم .