{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ } تقريرٌ لما مر من أن على قلوبهم أكنةً مانعة من الفقه ، وفي آذانهم وَقراً{[208]} حاجزاً من السماع ، وتحقيقٌ لكونهم بذلك من قبيل الموتى لا يُتصور منهم الإيمانُ ألبتَّةَ ، والاستجابةُ الإجابةُ المقارنة للقَبول ، أي إنما يَقبلُ دعوتَك إلى الإيمان الذين يسمعون ما يُلقى إليهم سماعَ تفهمٍ وتدبُّر دون الموتى الذين هؤلاء منهم ، كقوله تعالى : { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى } [ الروم ، الآية 52 ] وقوله تعالى : { والموتى يَبْعَثُهُمُ الله } تمثيلٌ لاختصاصه تعالى بالقدرة على توفيقهم للإيمان باختصاصه تعالى بالقدرة على بعث الموتى من القبور ، وقيل : بيانٌ لاستمرارهم على الكفر وعدمِ إقلاعهم عنه أصلاً على أن الموتى من القبور . وقيل : بيان مستعارٌ للكفرة بناءً على تشبيه جهلهم بموتهم ، أي وهؤلاء الكفرة يبعثهم الله تعالى من قبورهم { ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } للجزاء ، فحينئذ يستجيبون وأما قبل ذلك فلا سبيل إليه وقرئ ( يَرْجِعون ) على البناء للفاعل من رجَع رُجوعاً ، والمشهورُ أوفي بحق المقام لإنبائه عن كون مرجِعِهم إليه تعالى بطريق الاضطرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.