غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (36)

25

ثم بيَّن السبب في كونهم بحيث لا يقبلون الإيمان فقال { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله } مثل لقدرته على إلجائهم إلى الاستجابة . والمراد أنه تعالى هو الذي يقدر على إحياء قلوب هؤلاء الكفار بحياة الإيمان وأنت لا تقدر على ذلك ، يعني : أن الذين تحرص على حصول إيمانهم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون كقوله { إنك لا تسمع الموتى } [ النمل : 80 ] أو المعنى : أن هؤلاء الكفرة يبعثهم الله ثم إليه يرجعون فحينئذ يسمعون ، وأما قبل ذلك فلا سبيل إلى إسماعهم . أما وجه تشبيه الكفرة بالموتى ، فلأن حياة الروح بالعلم ومعرفة الصانع كما أن حياة الجسد بالروح .

/خ37