فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (36)

{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ } أي إنما يستجيب لك إلى ما تدعو إليه الذين يسمعون سماع تفهم بما تقتضيه العقول وتوجبه الأفهام ، وهؤلاء ليسوا كذلك ، بل هم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون ولا يعقلون لما جعلنا على قلوبهم من الأكنة ، وفي آذانهم من الوقر ، ولهذا قال { والموتى يَبْعَثُهُمُ الله } شبههم بالأموات بجامع أنهم جميعاً لا يفهمون الصواب ، ولا يعقلون الحق ، أي أن هؤلاء لا يلجئهم الله إلى الإيمان وإن كان قادراً على ذلك ، كما يقدر على بعثة الموتى للحساب { ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } إلى الجزاء فيجازي كلا بما يليق به كما تقتضيه حكمته البالغة .

/خ36