قوله سبحانه : { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ }[ الأنعام :36 ] . هذا من النَّمَطِ المُتَقَدِّمِ في " التسلية " أي : لا تحفل بمن أعرض ، فإنما يَسْتَجِيبُ لداعي الإيمان الذين يَفْهَمُونَ الآيات ، ويتلقون البَرَاهِينَ بالقَبُولِ ، فعبر عن ذلك كله ب { يَسْمَعُونَ } إذ هو طريق العلم ، وهذه لفظة تستعملها الصُّوفِيَّةُ رضي اللَّه عنهم إذا بلغت المَوْعِظَةُ من أحد مبلغاً شافياً ، قالوا : سمع .
ثم قال تعالى : { والموتى } يُرِيدُ الكفار أي : هم بمَثَابَةِ الموتى ، فعبر عنهم بِضِدِّ ما عبر عن المؤمنين ، وبالصفة التي تُشْبِهُ حالهم في العمى عن نور اللَّه ، والصَّمَمِ عن وَعْيِ كلماته ، قاله مجاهد ، والحسن ، وقتادة .
و{ يَبْعَثُهُمُ الله } يحتمل معنيين : قال الحسن : معناه : يبعثهم بأن يُؤْمنوا حين يوفقهم ، وقراءة الحسن ( ثم إليه تُرْجَعُون ) بالتاء من فوق ، فَتَنَاسَبَت الآية .
وقال مجاهد ، وقتادة : { والموتى } يريد الكفار { ويَبْعَثُهُمُ الله } ، أي : يَحْشرهم يوم القيامة ، { ثُمَّ إِلَيْهِ } ، أي : إلى سَطْوته ، وعقابه ( يرجعون ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.