الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (36)

قوله : { إنما يستجيب الذين يسمعون } الآية [ 37 ] .

المعنى : أن الله أعلم نبيه أنه إنما يستجيب لدعائه الذين فتح الله أسماعهم إلى سماع الحق ، وسهل لهم اتِّباع{[19728]} الرشد{[19729]} .

{ والموتى يبعثهم الله } أي : والكفار{[19730]} الذين هم عدد{[19731]} الموتى يبعثهم الله في عدد الموتى الذين لا يسمعون صوتا ولا يعقلون قولا ، { ثم إليه يرجعون } في القيامة{[19732]} .

و{ يسمعون } تمام{[19733]} عند الجميع{[19734]} .

وقال الحسن : المعنى : أن الكفار مثل الموتى ، والله يوفق منهم من يشاء إلى الإيمان فيكون ذلك بعثهم من موتهم{[19735]} .

{ ثم إليه يرجعون } يوم{[19736]} القيامة{[19737]} .

وقال مجاهد : معناه : حين يبعثهم الله { يسمعون } يعني الكفار ، أي : إذا وفقهم الله يسمعون{[19738]} .


[19728]:ب: واتباع.
[19729]:انظر: تفسير الطبري 11/341.
[19730]:وعلى هذا المعنى (تضافرت أقوال المفسرين) في تفسير البحر 4/117.
[19731]:(والاسم: العدد والعديد) انظر: اللسان: عدد.
[19732]:انظر: تفسير الطبري 11/341، 342.
[19733]:ج: اتمام.
[19734]:أي عند نافع والأخفش وأبي حاتم والقتيبي في القطع 304، وهو تام أيضا في المقصد 33. وفي المكتفى 250: (كاف. وقيل: تام).
[19735]:انظر: أحكام القرطبي 6/418، وهو قول مجاهد أيضا في حز الغلاصم 57.
[19736]:ب: ثم يوم.
[19737]:انظر: التحرير 7/208، وروح المعاني 7/142.
[19738]:انظر: تفسير الطبري 11/342، والمحرر 6/45.