تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة البروج

وهي مكية .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا رُزَيق بن أبي سلمى ، حدثنا أبو المهزّم ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج ، والسماء والطارق{[1]} .

وقال أحمد : حدثنا أبو سعيد - مولى بني{[2]} هاشم - حدثنا حماد بنُ عباد السدوسي ، سمعت أبا المهزم يحدث عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء{[3]} تفرد به أحمد .

يقسم الله بالسماء وبروجها ، وهي : النجوم العظام ، كما تقدم بيان ذلك في قوله : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا } [ الفرقان : 61 ] .

قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : البروج : النجوم . وعن مجاهد أيضا : البروج التي فيها الحرس .

وقال يحيى بن رافع : البروج : قصور في السماء . وقال المِنْهَال بن عمرو : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } الخلق الحسن .

واختار ابن جرير أنها : منازل الشمس والقمر ، وهي اثنا عشر برجا ، تسير الشمس في كل واحد منها شهرًا ، ويسير القمر في كل واحد يومين وثلثا ، فذلك ثمانية وعشرون منزلة{[29905]} ويستسرّ ليلتين .


[1]:زيادة من أ.
[2]:ورواه ابن مردويه وأبو الشيخ كما في الدر (3/270).
[3]:في د: "وأديت".
[29905]:- (1) في م: "منزلا".