فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة البروج

هي اثنتان وعشرون آية وهي مكية بلا خلاف قال ابن عباس نزلت بمكة ، وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج . والسماء والطارق ، أخرجه أحمد وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء والطارق والسماء ذات البروج ، أخرجه أحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وغيرهم .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والسماء ذات البروج } قد تقدم الكلام في البروج عند قوله { هو الذي جعل في السماء بروجا } قال الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك : هي النجوم والسماء ذات النجوم ، وقال عكرمة ومجاهد أيضا هي قصور في السماء وبه قال ابن عباس ، وقال المنهال بن عمرو : ذات الخلق الحسن ، وقال أبو عبيدة ويحيى بن سلام وغيرهما : هي المنازل للكواكب وهي إثنا عشر برجا لاثني عشر كوكبا وهي : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت ، قيل وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب ، والزهرة ولها الثور والميزان ، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة ، والقمر وله السرطان ، والشمس ولها الأسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو .

والبروج في كلام العرب القصور ، ومنه قوله { ولو كنتم في بروج مشيدة } شبهت هذه النجوم بالقصور لكونها تنزل فيها ، وقيل هي أبواب السماء . وقيل هي منازل القمر ، وأصل البرج الظهور سميت بذلك لظهورها .

وعن جابر بن عبد الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن السماء ذات البروج فقال الكواكب ، وسئل عن قوله { جعل في السماء بروجا } قال الكواكب وعن قوله { في بروج مشيدة } قال القصور " أخرجه ابن مردويه .