ثم وصفهم بالبخل فقال تعالى : { ويمنعون الماعون } . روي عن علي أنه قال : هي الزكاة ، وهو قول ابن عمر والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، ووجه ذلك أن الله تعالى ذكرها بعد الصلاة ، فذمهم على ترك الصّلاة ومنع الزكاة . وقال ابن مسعود : الماعون الفاس والدلو والقدر ، وأشباه ذلك ، وهي رواية عن ابن عباس ، ويدل عليه ما روي عنه قال : كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدّلو ، والقدر ، أخرجه أبو داود . وقال مجاهد : الماعون : العارية . وقال عكرمة : الماعون : أعلاه الزكاة المفروضة ، وأدناه عارية المتاع . وقال محمد بن كعب القرظي : الماعون : المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم . وقيل : أصل الماعون من القلة ، فسمي الزّكاة والصّدقة والمعروف ماعوناً ؛ لأنه قليل من كثير . وقيل : الماعون ما لا يحل منعه مثل الماء ، والملح ، والنار ، ويلتحق بذلك البئر ، والتنور في البيت ، فلا يمنع جيرانه من الانتفاع بهما . ومعنى الآية الزجر عن البخل بهذه الأشياء القليلة الحقيرة ، فإن البخل بها في نهاية البخل . قال العلماء : ويستحب أن يستكثر الرجل في بيته مما يحتاج إليه الجيران ، فيعيرهم ويتفضل عليهم ، ولا يقتصر على الواجب ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.