لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

فإنه هو { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } ومعنى الذي أطعمهم من جوع ، أي من بعد جوع بحمل الميرة إليهم من البلاد في البر والبحر ، وقيل في معنى الآية : إنهم لما كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم دعا عليهم ، فقال : " اللّهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " فاشتد عليهم القحط ، وأصابهم الجوع ، والجهد ، فقالوا : يا محمد ، ادع الله لنا فإنا مؤمنون . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخصبت البلاد ، وأخصب أهل مكة بعد القحط والجهد ، فذلك قوله تعالى { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } ، أي بالحرم ، وكونهم من أهل مكة ، حتى لم يتعرض لهم أحد في رحلتهم ، وقيل : آمنهم من خوف الجذام ، فلا يصيبهم ببلدهم الجذام ، وقيل : آمنهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالإسلام . والله أعلم .