لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ} (2)

قوله تعالى : { فصل لربك وانحر } معناه أن ناساً كانوا يصلون لغير الله تعالى ، وينحرون لغير الله ، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصلي له وينحر له متقرباً إلى ربه بذلك ، وقيل : معناه فصل لربك صلاة العيد يوم النحر ، وانحر نسكك ، وقيل : معناه فصل الصّلاة المفروضة بجمع ، وانحر البدن بمنى . وقال ابن عباس : { فصل لربك وانحر } أي ضع يدك اليمنى على اليسرى في الصّلاة عند النّحر . وقيل : هو رفع اليدين مع التكبير إلى النّحر ، حكاه ابن الجوزي . ومعنى الآية قد أعطيتك ما لا نهاية لكثرته من خير الدّارين ، وخصصتك بما لم أخص به أحداً غيرك ، فاعبد ربك الذي أعطاك هذا العطاء الجزيل ، والخير الكثير ، وأعزك ، وشرفك على كافة الخلق ، ورفع منزلتك فوقهم ، فصل له واشكره على إنعامه عليك ، وانحر البدن متقرباً إليه .