الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ أَنجَىٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (6)

ثم قال تعالى : { وإذ قال موسى لقومه اذكروا }[ 6 ] : أي : واذكر{[36792]} يا محمد ! إذ قال موسى لقومه : { اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب }[ 6 ] : ( أي ) : يذيقونكم{[36793]} شديد{[36794]} العقاب . وقد يجوز ( مع ذلك ){[36795]} أبناءكم ، ودخلت الواو مع ( يذبحون ) ، لتدل{[36796]} على آل فرعون كانوا يعذبون بني إسرائيل بأنواع العذاب ( غير ){[36797]} التذبيح{[36798]} .

وروي{[36799]} أن فرعون كان يذبح كل غلام ، ويستحي النساء ، وكانت الحوامل عنده مدونات{[36800]} ، والقوابل يغذون{[36801]} عليهم ويرحن . وعندهم رجال قد شدوا{[36802]} أوساطهم ، وجعلوا فيها السكاكين التي يذبحون بها الولدان . وأيديهم مخضبة{[36803]} بالدماء{[36804]} .

ثم قال ( تعالى ){[36805]} : { وفي ذلكم{[36806]} بلاء من ربك عظيم }[ 6 ] : أي : اختبار لكم من ربكم . ويكون البلاء هنا النعمة{[36807]} ، فيكون المعنى{[36808]} : ( إن ){[36809]} في إنجائه إياكم نعمة{[36810]} عظيمة .

وقيل : المعنى : وفيما{[36811]} جرى عليكم بلية عظيمة .


[36792]:ق: اذكر.
[36793]:ق: يذيقكم.
[36794]:ط: سوء.
[36795]:ساقط من ط.
[36796]:ط: لبدل.
[36797]:ساقط من ق.
[36798]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/68-69، وجامع البيان 16/523.
[36799]:ق: روي.
[36800]:ق: مدوتات.
[36801]:ق: يغمدون.
[36802]:ق: أشدوا.
[36803]:ق: مخظبة.
[36804]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/525.
[36805]:ساقط من ط.
[36806]:ق: ذلك.
[36807]:ق: النقمة وانظر: المصدر السابق.
[36808]:ط: مطموس.
[36809]:ساقط من ق.
[36810]:ق: النقمة وانظر: المصدر السابق.
[36811]:ق: فيها.